منتدى اهل ليبيا الحره

زوبــــــــعة حبر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا زوبــــــــعة حبر 829894
ادارة المنتدي زوبــــــــعة حبر 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى اهل ليبيا الحره

زوبــــــــعة حبر 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا زوبــــــــعة حبر 829894
ادارة المنتدي زوبــــــــعة حبر 103798

منتدى اهل ليبيا الحره

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    زوبــــــــعة حبر

    hama
    hama
    عضو جديد
    عضو جديد


    22222222 زوبــــــــعة حبر

    مُساهمة من طرف hama الخميس نوفمبر 04, 2010 12:42 am

    جلست على كرسيها محاولة أنتستجمع أفكارها لتنتج قصة ما.. لعل مشاغل العمل والغوص في أفكار البشربمختلف أصنافهم واللذين صاروا لديها بمثابة كوارث جعل أفكارها تتشتت بشكلغريب وجعلها تترك الكتابة الأمر الذي أحبته دوماً .
    سحبت ورقة بيضاء من جارور المكتب وانحنت قليلاً تمسك بقلم الرصاص تحاولالبدء لكنها نظرت للقلم وابتسمت، كم تهوى الكتابة بقلم الرصاص رغم أنها لاتمحو إن أخطأت فقط تشطب وتواصل الكتابة لتتذكر الخطأ وتشعر بفرح خفي حينترى تصحيحه .
    أخذت نفساً عميقاً وزفرت بقوة علّها تزفر الضجر الذي يتملكها والغصة التي تخنقها وخطت خطوطاً متشابكة ثم كتبت
    " كيف تتحكم الحالة النفسية بقلم الكاتب إلى هذا الحد؟ .."
    نهضت وشعرت أنها تحتاج لفنجان قهوة فأسرعت لجلبه وعادت لتجلس مزيحة الستارعن النافذة متطلعة للمدى البعيد.. وقد تملكها الشرود وهي ترتشف من فنجانهابهدوء ودواة كلماتها فارغة لا تحمل أية أفكار ثم فجأة مرّ في خاطرها ماحصل لشخص تعرفه وما دار بينهما من حديث.. لن تحتاج إلى اجتراح قصص منالخيال فبلادها عامرة بحكايات اغرب من الخيال ، أمسكت القلم وطفقت تكتب

    " عفواً أخي الفاضل .. سؤال دوماً يجول في خاطري لكن يستحوذ عليّ الخجل فلا اسأله"
    ومن الورق كانت نظراته المنبعثة من بين السطور تتوجه نحوي ولسان حاله يقول
    " تفضلي "
    " أرجو أن تعذرني .. ولا تعتبره تدخل مني فإني فضولية جداً و.."
    قاطعني وشاكس قلمي بصوته ونظراته الحادة "أخفتني .. هل أنتِ من جماعة (الملثمين) "
    كان مزاجي سيئاَ لكن عبارته أضحكتني جداً فأقسمت له بسرعة
    " لا والله .. أبعدنا الله عنهم"
    "تفضلي اسألي"
    " هل لديك أولاد ؟ أم أنهم ينادونك بأبي سلام قبل أن يرزقك الله به؟"
    بدا لي أن تعابير وجهه تجمدت ولم ينظر إليّ وهو يجيب هامساً للقلم :
    " نعم لدي"
    وسكت وطال سكوته .. شعرت أني أحرجته في شيء ما ولا ادري إن كنت تجاوزت حدودي معه ، تجرأت وسألته مرة أخرى :
    "كم ؟"
    نظر إليّ بتجهم ولم يتكلم
    "اعتذر عن هذا التدخل .. لربما عطلتك عن عملك ، سأرى قد يحتاجني المدير في شيء"
    ظل صامتاً ولم يهمس للقلم بشيء وما أن هممت بالوقوف حتى قال :
    " أولادي أتعبوني "
    فابتسمت وقد ظننت انه متعب لشيء آخر
    " .. أطفال هذا الزمن هكذا "
    عاد للصمت من جديد ثم قال ببرود :
    " سلام في الرابعة عشر من العمر "
    سكت وكأنه يفكر بشيء ما ثم أضاف :
    " فاطمة وهمام دوماً يتشاجران "
    ابتسم ابتسامة شاحبة وكأنه يريد أن يقنعني بأنه بخير وأكمل :
    "احدهما يغار من الآخر .. أما عمر فهو مدلل "
    " حفظهم الله"
    " سلمتِ"
    بعدها قال
    " مريم "
    "نعم"
    ثم ارتفع رأسه من بياض الورق ليرمقني بنظرة تفوح حزناً :
    في بداية الحرب تعرضت منطقتنا للكثير من القصف ثم سقوط بغداد ومداهمةالقوات الأمريكية للمدينة بشكل وحشي وقد تعرض منزلنا لعدة هجمات بالدباباتككل البيوت المجاورة فقد هدمت الجدران المحيطة به وكم مرة فجروا قنابلصوتية بعد منتصف الليل مما سبب الهلع للجميع "
    كنت استمع لما يقول باهتمام شديد وأنا انتظر معرفة ما يربط كلامه بالحديث عن الأولاد وسبب نبرة الحزن الشديد هذه
    "مريم"
    "نعم .. أكمل أنا أسمعك"
    " اثنان من أولادي أصابهم الصرع بسبب هذه الأحداث "
    وضعت كفي على فمي اكتم آهة خرجت رغماً عنها وبقيتُ لا أعرف ماذا أقول كان القلم يشاركني الارتباك والحزن :
    " انتقلنا إلى شقة في الطابق العلوي علّي أبعدهم قليلاً عن المداهمات ورعبالقنابل الصوتية وبعدها بدأت رحلتي مع الأطباء والبحث عن الدواء و.."
    " أبا سلام سمعت أن من يصيبهم الصرع لأسبابٍ كهذه ينتهي في عمر مبكر "
    " قال الأطباء انه قد ينتهي المرض نهائياً في عمر الـ 18 سنة لكن من يصدق في هذه الأيام!! "
    سكتُّ .. كيف أواسيه!! هو رجل مؤمن ومتدين وهو الذي غالباً ما ينصحنا بالصبر والتوكل على الله وحمده على كل حال.
    " أخي ... لا أعرف ماذا أقول ، كيف أصبرك وأنا اعرف انك مؤمن أكثر مني "
    يبدو أنه رأى دموعي التي حاولت أن أداريها عن الورق فقال
    " لم أكن أريد أن أخبركِ .. لكن ، لا أعرف "
    لم أتكلم فقد كانت تخنقني العبرة ويبدو انه كذلك وبعد فترة صمت قال
    " أكثر ما يحزنني عندما ابحث في كل أرجاء المدينة عن الدواء ولا أجده فلاأنام الليل حتى استطيع الحصول عليه .. لازالوا أطفالاً على مرضٍ كهذاو..."
    خنقته العبرات فسكت ولم يكمل
    " احمد الله أن الصرع لم يصب فاطمة فصعب على البنت أن تصاب بهذا "
    "الحمد لله والشكر ... ما يهون عليّ أن ما أصاب أولادي اقل بكثير مما أصيب به أولاد جاري "
    " وما أصابهم؟"
    وأخذنا الحديث وما عدت اعرف هل ابكي أم اشتم السبب أم احمد الله علىسلامتي من كل هذه القصص .. أيادٍ مقطوعة ، موت جماعي تحت أنقاض البيت ،جنون وتشريد ووجدتني أطيح بالقلم وادعه يتدحرج بذهوله فوق بياض الورقواهرب بعيدا عن دموعي ...بعيدا عنه ..بحثا عن فنجان آخر من القهوة ...بعيدا عن زوبعة الحبر .
    بقلم: حنين محمد حيال
    القصة الفائزة بشهادة تقديرية في مسابقة جليل القيسي للقصة العربية القصيرة
    علماً أن القصة حقيقية




    امير الاحلام
    امير الاحلام
    عضو مميز
    عضو مميز


    22222222 رد: زوبــــــــعة حبر

    مُساهمة من طرف امير الاحلام الأحد نوفمبر 07, 2010 4:21 pm

    قصة مميزة شكرا عليها ننتضر جديدك

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:39 am