حين يولد من رحم الجراح حرف ..
وتُصنع الكلمة من مخاض ألم ..
وفي حدقاتنا يتجمد دمع ..
فنبحث في برودة الذكرى .. عن بصيص دفء ..
لتقتبس جذوة أحلامنا مزيد الإنطفاء ..
يكون .. لصوت الكلمات عذوبة يأس ..
وتنطلي على أمالنا خدعة إختناق ..
فلا يسمع همسة حروفنا أحد ..
وتحت شواهد الأسطر .. تدفن أرواح .. وأشباح أحرفٍ تولد ..
يعتريها جمود الألم المحدق فيها بوهلة ظلام ..
فلا يستبيح خوفها للضياء محارم ..
ولا تخلع عن ذاتها مشيمة الإستياء ..
فنكتب وكل يقين حروفنا ..
أنها مثل قلوبنا كانت يوما بيضاء ..
تخط طفولتها المتعرجة ببراءة أمل ..
وترسم على إبتسامة الشمس حكاية غد ..
حتى أوثقها القمر بدياجير الغياب ..
فظلت بإبتسامتها الحانية ترنوا للنجمات ..
وعلّقت على شهب الوفاء أحلامها .. فأمطرها الخداع ..
فتجهمت.. لعل صباحا يمتد لغير الأمس ولا تشرق ذكرى ..
لتعود لسرمدية ألم جاهلية دمع ..
تئد حروفنا المولودة من رحم الجراح .. قبل أن تتألم ..!