السحابة
جالس ينظر الى سحابة ثقيلة مظلمة ثابتة لا حراك لا ريح لا نسمة لا تحركها ولا هي تتحرك
يفكر في نفسه لما لا تتحرك ؟ هل ستمطر؟ ام ستحجب الشمس فقط؟
التفت حوله ورجع الي السحابة يبحلق فيها
سرح بفكره في ان لو نثر البذور في الارض فربما تمطر... فيجني محصولا ويبيعه ولكنه لا يفقه في زرع ولا حصاده !!
كادت دمعة تنزف من عينه لتذكر صديقه الذي خانه وتزوج حبيبته بتأييد من اخيه الذي لم يكن يريد ان يراه متزوجا
لا يهم فلست بحاجة لزوجة سأعيش لوحدي والفتيات الرخيصات في كل مكان وحتى ينفقن علي لأجل متعتهن
ولكن لماذا فعل ذلك؟ لم يقل لي انه يحبها لتركتها له عن طيب خاطر
لو ان ابي لم يعطي اخي السلطة على ثروته لكنت انا من ينعم بها ولأجدت استثمارها وأعطيتهم نصيبهم وما استطاع اخي ان يهمشني يجب ان احدث ابي في الامر
سمع صوت جار له يفتح بابه الصدي الذي يصدر صوتا مزعجا يوقظ الحي كله فصاح بأعلى صوته ... بدله احصل علي باب حقيقي
سمعها الجار الغير مبالي وأكمل ما كان سيفعله وذهب في حال سبيله
لو انني استطيع شراء سيارة سأذهب بعيدا واترك كل شي و ابداء من جديد ولن اسأل احدا أي شي ولكنني لا اجيد القيادة ... وجب ان اتعلمها بسرعة سأحدث سلطان عن الامر ليعلمني بسيارته المهترية ...
ارغب في ان ادخل و استحم ولكن يجب ان اعرف لماذا لم تتحرك هذه السحابة من امامي؟ ولا تختفي ... ساكنة و كأنها مخصصة لي وحدي ... هل يراها غيري؟ ام انني لوحدي اراها ؟
هل اصبت بمس ام هذيان ام كثرة شرب الدخان ...
وقف فإذا بالسحابة تتحرك و تفسح له مجالا ليجد نفسه في وسطها ... يلتف حوله فيراها تحيط به فينظر الى يده ليجد ما تبقى من سيجارة الحشيشة التي يدخنها الا القليل نظر اليها نظرة عن قرب و قد استعرت جمرتها و سحب ما تبقى بها من سموم لتسقطه على فراشه فاقد الوعي ...