منتدى اهل ليبيا الحره

قصة خروفين ليلة العيد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة خروفين ليلة العيد 829894
ادارة المنتدي قصة خروفين ليلة العيد 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى اهل ليبيا الحره

قصة خروفين ليلة العيد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا قصة خروفين ليلة العيد 829894
ادارة المنتدي قصة خروفين ليلة العيد 103798

منتدى اهل ليبيا الحره

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قصة خروفين ليلة العيد

    abdooo
    abdooo
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    22222222 قصة خروفين ليلة العيد

    مُساهمة من طرف abdooo الإثنين نوفمبر 15, 2010 9:28 pm

    بين خروفين
    قصة راااااااااائعة للكاتب الكبير
    الأستاذ : مصطفى صادق الرافعي
    أعجبتني فأحببت أن تشاركوني قراءتها
    ************ ***




    اجتمعَ ليلةَ الأضحى خروفانِ منَ الأضاحِي في دارنا:


    أما أحدُهما فكبشٌ أقرَنُ، يَحملُ على رأسِهِ من قرنيهِ العظيمينِ شجَرةَ السنين
    وقدِ انتهى سِمَنُه حتى ضاق جِلدُه بلحمِه، وسَحَّ بدنُه بالشحمِ سَحاَ
    فإذا تحركَ خِلتهُ سحابة يضطربُ بعضُها في بعض، ويهتز شيء منها في شيء
    وهو منِ اجتماع قوّتِه وجَبرُوتِه أشبهُ بالقلعة



    وأما الآخرُ فهو جَذَع في رأسِ الحَولِ الأولِ من مَولدِه
    لم يُدرِكْ بعدُ أن يُضَحَّى، ولكنْ جيءَ بهِ للقَرَمِ إلى لحمِه الغَض
    وكانَ الجذَعُ يَثغُو لا ينقطع ثُغاؤه، فقد أُخِذَ من قطيعهِ انتزاعاَ فأحس الوحشةَ
    وتنبهَتْ فيه غزيرةُ الخوفِ منَ الذئب، فزادَته إلى الوحشةِ قَلَقا واضطراباَ
    فلما أدبَر النهارُ وَأقبلَ الليلُ، جِيءَ للخروفينِ بالكَلأ من هذا البرسيمِ يَعتلفانِه
    فأحسَ الكبشُ أن في الكلأ شيئاً لم يدرِ ما هو، وانقبضَتْ نفسُه لِمَا كانَت تنبسطُ إليهِ من قبل
    وعَرَتهُ كآَبةْ من روحِه، كأنما أدركَتْ هذه الروحُ أنه آخرُ رزقِهِ على الأرض
    فانكسَر وظهرَ على وجهِهِ معنى الذبحِ قبلَ أن يُذبح، وعَافَ أن يَطعَم
    ورجَع كأولِ فِطامِهِ عن أمهِ لا يعرفُ كيف يأكل، ولا يتناولُ من أكلِه إلا أدنى تَناوُل.



    وكان الصغيرُ قد أنسَ إلى المكانِ والظلمة، وأقبل يعتلفُ ويخضِمُ الكَلأ
    فقَال له الكبش: أراك فارهاً يا ابْنَ أخي، كأنك لا تجدُ ما أجد، إني واللّه أعلمُ علماً لا تعلمُه وإنّي لأحسُ أن القدرَ طريقُه علينا في هذهِ الليلة، فهو مُصبِحُنا ما من ذلك بُد.



    قالَ الصغير: أتعني الذئْب؟
    قال: ليتَهُ هو، فأنا لكَ به لو انه الذئب، إِن صوفي هذا دِرْع من أظافره
    وهو كالشبكةِ يَنشَبُ فيها الطفرَ ولا يتخلص، ومن قرنيَ هذين تُرس ورُمح
    فأنا واثق من إحرازِ نفسي في قتلِه، ومَن أحرزَ نفسَه من عدوهِ فذاك قتلُ عدوه
    فإِنْ لم يقتله فقد غَاظَه بِالهزيمة، وذاك عندَ الأبطال فن مِنَ القتل



    قال الصغير: فماذا تخشى بعدَ الذئب؟
    إِنْ كانَتِ العصا فهي إنما تضربُ منك الصوفَ لا الظهر.
    قال الكبش: ويحكَ! وأيّ خروفي يخشى العصا؟ وهي إنما تكونُ عصا مَن يَعلِفهُ ويَرعاه
    فهي تنزلُ عليهِ كما تنزلُ على ابنِ آدمَ أقدارُ ربًهِ، لا حطْما ولكنْ تأديبأ أو إرشاداً أو تهويلاَ ومن قبلها النعمةُ، وتكونُ معها النعمة، وتجيءُ بعدَها النعمة
    أفبلغ الكفرُ ما يبلغُ كفر الإنسانِ بنعمةِ ربًه: إذا أنعم عليه أعرضَ ونأى بجانبِه
    وإذا مسه الشر انطلقَ ذا صراخ عريض؟
    وكيف تراني أخشى الذئبَ أوِ العصا، وأنا من سلالةِ الكبشِ الأسدي؟



    قال الصغير: وما الكبشُ الأسديّ، وكيف علمتَ أنك من نَجلِه ؟
    قال الكبش : حدثَتني أمي، عن أبيها، عن أبيه، قالت: إِنَّ فخرَ جنسِنا منَ الغنم يرجع إلى كبش الفِداء الذي فَدَى اللّه بهِ إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ عليهما السلام
    وكان كبشاً أبيضَ أقرَنَ أعينَ، اسمهُ حَرير.



    ( قالَت أمي): والمحفوظُ عندَ علمائِنا أن ذاك هو الكبشُ الذي قَربه هابِيلُ حين قَتلَ أخاه
    لتتم البليةُ على هذهِ الأرضِ بدمِ الإنسانِ وال*****ِ معاَ.



    (قالوا): فَتُقُبلَ منه وأُرسِلَ الكبشُ إلى الجنةِ فبقي يرعَى فيها حتى كان اليوم الذي هم فيهِ إبراهيمُ أن يذبَح ابنَه تحقيقاً لرؤيا النبؤة، وطاعةً لما ابتُلِيَ بهِ من ذلك الامتحان
    وليُثبِتَ أن المؤمنَ باِلله إذا قَويَ إيمانُه لم يجزع من أمرِ اللهِ ولو جَز السكينَ على عُنُق ابنِهِ
    وهو إنما يجزها على ابنهِ وعلى قلبه!
    قال الصغير للكبش: قلتَ: الذبح، والفداءُ منَ الذبح؟ فما الذبح؟
    قال الكبش: هذه السنةُ الجاريةُ بعدَ جَدنا الأعظم، وهي الباقيةُ اَخرَ الدهر، فينبغي لكلِّ مِنا أن يكونَ فداءَ لابن آدم!
    قال الصغير: ابنُ آدمَ هذا الذي يخدُمُنا ويحتز لنا الكلأ، ويقدم لنا العلَف
    ويمشي وراءنا فنسحبُه إلى هنا وههنا....؟
    تاللّه ما أظن الدنيا إِلا قدِ انقلبَت، أو لا، فأنت يا أخا جَدي... قد كبرتَ وخَرِفت!
    قال الكبش: ويحكَ يا أبله! متى تتحلَلُ هذه العقدةُ التي في عقلِك؟ إنك لو علمتَ ما أعلُم لَمَا اطمأنت بكَ الأرض، ولرَجَعْتَ مِنَ القَلقِ والاضطراب كحبةِ القمحِ في غِربالِ يهتز وينتفِض!
    وقال: أرأيتَ حانوتَ القَصاب، ونحن نمرّ اليومَ في السوق؟
    قال: وما حانوتُ القضاب؟
    قال: أرأيتَ ذلك السَّليخَ مِنَ الغَنم البِيضِ المُعلَّقةِ في تلكَ المَعاليق، لا جِلْدَ عليها ولا صُوف
    وليس لها أرؤس ولا قوائم؟
    قال الصغير: وما ذاك السليخ؟ إنه إن صح ما حدثتَني به عن أمك، فهذه غنمُ الجنة
    تبيتُ ترعى هناك ثم تجيءُ إلى الأرض معَ الصبح، وإني لمترقب شمسَ الغد، لأذهبَ فأراها وأملأ عيني منها.
    قال: اسمع أيها الأبله! إن شمس الغد ستشعُر بها من تحتِك لا من فوقِك..




    لقد رأيتُ أخي مذ كنتُ جَذَعا مثَلك، ورأيتُ صاحبَنا الذي كان يعلِفُه ويُسَمّنُه قد أخذه، فأضجَعَه، فجَثَم على صدرِهِ شرّا مِنَ الذئب، وجاءَ بشَفرةٍ بيضاءَ لامعة، فجزَها على حلقِه، فإذا دَمُه يَشْخَبُ ويتفجر، وجعلَ المسكينُ ينتفضُ ويَدْحَصُ برِجلِه، ثم سَكَنَ وبَردَ، فقامَ الرجلُ فَفَصَلَ عنقَه، ثم نَخَسَ في جلدِه ونفخَه حتى تَطَبلَ ورجعَ كالقِربةِ التي رأيتَها في القَريةِ مملوءةً ماء فحسِبتَها أمَّك، ثم شق فيه شقا طويلاً. ثم أدخلَ يَدهُ بينَ الجِلدِ والصفَاق، ثم كشَطَه وسَحَفَ الشَحمَ عن جنَبيه، فعاد المسكينُ أبيضَ لا جِلدَ له ولا صوفَ عليه
    ثم بَقَر بطنَه وأخرَج ما فيه، ثم حطَم قوائمه، ثم شده فعلقه فصارَ سَليخا كغنمِ الجنة التي زعمتَ! وهذا- أيها الأبله- هو الذبحُ والسلخ!
    قال الصغير: وما الذي أحدثَ هذا كله؟
    قال: الشفرةُ البيضاءُ التي يسمونَها السكين!
    قال الصغير: فقد كانَتِ الشفرةُ عندَ حلقِهِ حِيالَ فمِهِ؟ فلماذا لم ينتزعها فيأكلَها؟
    قال الكبش: أيها الأبلهُ الذي لا يعلمُ شيئاً ولا يحفظُ شيئاً، لو كانت خضراءَ لأكلَها!
    قال: وما خَطْبُ أن تجيءَ الشفرةُ على العنق، أفلم يكنِ الحبلُ في عنقِكَ أنت فجعلتَ تجاذِبُ فيه الرجلَ حتى أعييتَه (أتعبته)، ولولا أني مشيتُ أمامَك لما انقَدتَ له؟
    قال الكبش: ما أدري واللّه كيف أفهمُك إن هذا كله سيجري عليك
    فستَرى أموراً تُنكِرُها فتعرف ما الذبحُ والسلخ
    ثم تصيرُ أشلاءً في القُدورِ تُضرَم عليها النار
    فيأكلُك ابنُ اَدمَ كما تأكلُ أنتَ هذا الكَلأ..!
    قال الصغير: وماذا علي أن يأكلني ابنُ آدم، ألا تراني آكلُ العُشب، فهل سمعْتَ عُوداً منه يقول: الرجُلُ والسكين، والذبحُ والسلخ...؟
    قال الكبشُ في نفسِه: لَعَمري إن قوةَ الشباب في الشباب أقوى من حكمةِ الشيوخِ في الشيوخ وما جَدوَى أن يعرفَ الكبيرُ حكمةَ الموت، وهو مِنَ الضعفِ بحيث تنكسرُ نفسُه للمرضِ الهين فضلاَ عنِ المرضِ المُعضِل، فضلاً عن المرض المُزمِن، فضلاً عنِ الموتِ نفسِه؟
    وما خَطَر أن يجهلَ الشبابُ تلك الحكمةَ، وهو من قوةِ النفسِ بحيث لا يُبالي الموتَ، فضلاً عنِ المرض؟
    ثم إِن الكبشَ نظرَ فرأى الصغيرَ قد أخذتهُ عينُه واستَثقَلَ نوماً
    فقال: هنيئاً لمن كان فيه سر الأيامِ الممدودة. إِن هذا السر هو كسِر النباتِ الأخضر
    لا يُقطَعُ من ناحيةِ إلا ظهرَ من غيرِها ساخراً هازئاً، قائلاً على المصائب: هأنذا....
    وقد والله صَدَقَ هذا الجِذَعُ الصغير، فما على أحدِنا أنْ يأكلَه الإنسان
    وهلْ أكْلُنا نحن هذا العُشبَ، وأكلُ الإنسانِ إيانا، وأكلُ الموتِ للإنسانِ
    هل كل ذلك إلا وضع للخاتمة في شكلِ مِن أشكالِها؟
    كل حي فإنما هو شيء للحياةِ أعطِيَها على شرطِها، وشرطُها أن تنتهي
    فسعادتُه في أن يعرفَ هذا ويقررَ نفسَه عليه حتى يستيقنَه
    كما يستيقنُ أن المطرَ أولُ فصلِ الكِلأ الأخضر
    فإذا فعل ذلك وأيقنَ واطمأن، جاءَتِ النهايةُ متممَةً له لا ناقصة إياه
    وجَرَت معَ العمرِ مجَرىً واحداَ وكانَ قد عرفَها وأعَد لها.
    و من تَوَهمِ الطمعِ في البقاءِ والنعيم، فكل شقاء الحي في وهمِهِ ذاك، وفي عملِهِ على هذا الوهم
    إذ لا تكونُ النهايةُ حينئذ في مجيئها إِلا كالعقوبةِ أنزِلَت بالعمرِ كله، وتجيءُ هادمة منقصة
    ويبلغُ من تنكيدِها أن تسبِقَها آلامُها، فتؤلِمَ قبلَ أن تجيء، شراً مما تُؤلمُ حينَ تجيء!
    لقد كان جَدي- واللهِ- حكيماً يومَ قال لي:
    إن الذي يعيشُ مترقباً النهايةَ يعيشُ مُعِداً لها
    فإن كان مُعِداً لها عاشَ راضياً بها، فإن عاشَ راضياً بها كان عمرُه في حاضر مستمر
    كأنه في ساعةِ واحدة يشهدُ أولَها ويُحسُّ آخرَها
    فلا يستطيعُ الزمنُ أن ينغصَ عليه ما دامَ ينقادُ معه وينسجمُ فيه
    غيرَ محاولٍ في الليلِ أن يُبعِدَ الصبح، ولا في الصبحِ أن يُبعد الليلَ.
    وتحركَ الصغيرُ من نومِه، فقال له الكبش: إنه ليقعُ في قلبي انكَ الساعةَ كنتَ في شأن عظيم
    فما بالُكَ منتفخاً وأنت ههنا في المنحَرِ لا في المرعَى!
    قال الصغير: يا أخا جَدي... لقد تحققتُ انكَ هَرِمتَ وخَرِفتَ، وأصبحت تَمُج اللُعابَ والرأي...!
    قال الكبش: فما ذاك ويلك؟
    قال: إنك قلتَ: إِن هذا الإنسانَ غادٍ علينا بالشفرةِ البيضاء، ووصفتَ الذبحَ والسلخَ والأكل
    وأنا الساعةَ قد نمتُ فرأيتُ فيما أرى، أنني نطحتُ ذاك الرجلَ الذي جاءَ بنا إلى هنا
    وهِجتُ به حتى صرعتُه، ثم إني أخذتُ الشفرةَ بأسناني، فثلمتُه في نحرِهِ حتى ذبحتُه
    ثم افتلَذتُ منه مُضغةَ فلُكتُها في فمي
    فما عرفتُ فيما عرفتَ لَخَناَ ولا عَفَناً في الكلأ هو أقبحُ مذاقاَ منه!
    إِنَّ الإنسانَ يستطيبُ لحمَنَا، ويتغذى بنا، ويعيشُ علينا: فما أسعدَنا أن نكونَ لغيرِنا فائدة وحياة وإذا كان الفَناءُ سعادةَ نُعطيها من أنفسِنا، فهذا الفناءُ سعادةٌ نأخذُها لأنفسِنا.
    وما هلاكُ الحي لقاءَ منفعةِ له أو منفعةِ منه إلا انطلاقَ الحقيقةِ التي جعلتهُ حياَ
    صارَت حرةً فانطلقت تعملُ أفضلَ أعمالِها.
    قال الكبير: لقد صدقتَ- واللهِ-، ونحن بهذا أعقلُ وأشرفُ مِنَ الإنسان
    فإنهُ يقضِي العمرَ آخذاً لنفسِه، متكالباً على حظها، ولا يُعطِي منها إلا بالقَهرِ والغَلَبةِ والخوفِ.
    تعالَ أيها الذابح، تعالَ خذ هذا اللحمَ وهذا الشحم، تعالَ أيها الإنسانُ لِنُعطِيَك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 3:07 am